عراق24: بغداد
توقع محللون نفطيون استمرار المكاسب السعرية للنفط الخام خلال الأسبوع الجاري، بعد تسجيل صعود متوال على مدار أسبوعين ماضيين بفعل انتعاش الطلب في الصين وتخفيف قيود الإغلاق السابقة وأيضا العدول عن سياسة “صفر كوفيد“، ويتزامن ذلك مع تقلص المعروض النفطي العالمي نتيجة قيود إنتاج “أوبك +” وحذر المنتجين الأمريكيين.
وذكر المحللون، أن تنامي مستويات رفع الكفاءة في صناعة النفط الخام أدى إلى خفض كثافة رأس المال، لافتين إلى أنه على الرغم من ذلك تعافى الإنفاق العالمي على مشاريع المنبع بقوة في العام الماضي، لكنه ظل دون مستويات ما قبل الوباء.
وأشار المحللون إلى بيانات صادرة عن وكالة “بلاتس” تؤكد أنه مع التزام بعض المنتجين بالانضباط الرأسمالي –على الرغم من ارتفاع أسعار النفط والغاز– أدى ذلك إلى إثارة المخاوف من أزمة إمدادات النفط في المستقبل.
ويقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة “كيو إتش إيه” لخدمات الطاقة “إن موجة المكاسب السعرية الحالية للنفط الخام مرشحة للاستمرار في الأسبوع الجاري بفعل موسم السفر والسياحة في الصين المرتبط بعطلة رأس العام القمري، الذي تسبب في ارتفاع الواردات من الوقود“، معتبرا تعافي الطلب الصيني سيمثل الدفعة الكبرى للطلب العالمي خلال الربع الأول من العام الجاري.
وأشار إلى الاجتماع المرتقب لوزراء تحالف “أوبك +” في إطار مجموعة مراقبة الإنتاج في مطلع الشهر المقبل الذي من المرجح أن يبقي على مستويات خفض الإنتاج نفسها دون أي توصية بزيادة الإنتاج مع مراجعة مستوى المطابقة لحصص المنتجين وتأثير العقوبات الغربية والسقف السعري الذي فرضته مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي، وعلى الأرجح سيؤدي إلى تقلص الإمدادات من إنتاج النفط الروسي.
من جانبه، يقول دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية “إن السوق النفطية تتطلع إلى مزيد من الاستثمارات في مشاريع المنبع لتعويض النضوب الطبيعي في الحقول، إلى جانب تنامي الطلب العالمي“، لكن حتى الآن تشير التقارير الدولية إلى حالة من انتعاش الإنفاق الخافت في العام الماضي، على الرغم من الارتفاع الحاد في أسعار النفط التي ارتبطت تقليديا ارتباطا وثيقا بزيادة الاستثمار في المنبع.
ولفت إلى أن تكاليف الإنتاج والصناعة اتسمت بأنها سريعة الارتفاع، وهو ما قلل من تأثير ارتفاع أسعار النفط الخام في زيادة الاستثمار، إضافة إلى ذلك هناك حالة من حذر المنتجين من تخفيف قيود الإنفاق الاستثماري في أعقاب جائحة فيروس كورونا.