عراق24: بغداد
يعوّل الخبراء على تحلية المياه بالطاقة الشمسية، ولا سيما باستعمال تقنية التناضح العكسي من أجل حلّ مشكلة ندرة المياه في المنطقة العربية التي تُعدّ الأكثر جفافًا في العالم.
وطرح التقرير الصادر مؤخرًا عن منظمة “كونراد أديناور شتيفتونغ” تحلية المياه خيارًا حتميًا لمواجهة فقر المياه في بعض الدول العربية.
وأبرز التقرير الذي جاء تحت عنوان “التحلية بديلًا لاحتواء أزمة ندرة المياه ومواجهة التغيرات المناخية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” اتجاه عدد من الدول العربية خلال العقود الـ4 الماضية إلى تحلية مياه البحر، وإن اقتصر هذا الخيار على بعض الدول الأقوى اقتصاديًا؛ نظرًا لارتفاع تكلفته، مثل قطر والكويت والسعودية والإمارات وعمان.
الاعتماد على الطاقة المتجددة
يرى التقرير -الذي أشرف عليه مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لبحوث تحلية المياه الدكتور جواد الخراز- أن دول الخليج العربي قد حققت تقدمًا كبيرًا في هذا المجال، من خلال استعمال التقنيات الحديثة التي تعتمد على الطاقات المتجددة.
وسلّط التقرير الضوء على توجّه بعض الدول العربية إلى تقنية تحلية المياه تحت ضغط الحاجة، مثل قطاع غزة الذي يحصل 14% من سكانه على المياه بفضل مشروع كبير للتحلية ممول من الاتحاد الأوروبي واليونيسيف.
كما تزوّد محطات تحلية المياه نحو 17% من الجزائريين بالمياه المُحلاة، وسط توجّه للتوسع في المشروعات وزيادة الإنتاج خلال الأعوام المقبلة.
ويُبرز التقرير أن التحدي الأكبر الذي يواجه التوسع في هذه المشروعات هو ارتفاع التكلفة التي تساوي نحو 3 أضعاف الحصول على المياه الجوفية وتنقيتها، مقترحًا استبدال مصادر الطاقة النظيفة بالوقود الأحفوري لتشغيل محطات التحلية وتحقيق الجدوى الاقتصادية المطلوبة.
تقنية التناضح العكسي
أوضح العضو المنتدب لشركة أكوا باور في مصر المهندس حسن أمين أن شركته تعتمد في مشروعات تحلية المياه على تقنية التناضح العكسي، لافتًا إلى أنها التقنية الأكثر جدوى اقتصادية، والتي تعمل بها معظم دول العالم.
وتُعدّ “أكوا باور” من الشركات الرائدة في مجال تحلية المياه، ولديها مشروعات في 12 دولة بمناطق الشرق الأوسط وشمال وجنوب أفريقيا وجنوب شرق آسيا.
وكشف حسن -خلال تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن مصر تعمل -حاليًا- على وضع خطة للتوسع في مشروعات تحلية المياه بالطاقة الشمسية بإنتاج يبلغ نحو 3 مليون متر مكعب يوميًا خلال الـ3 أعوام الأولى، على أن ترتفع إلى 8 ملايين متر مكعب يوميًا على مدار الأعوام الـ5 التالية.
وحول الخطوات التي تمّت على الأرض، أشار المهندس حسن أمين إلى أن وزارة الإسكان بالتعاون مع صندوق مصر السيادي قد طرحت مستندات لإقامة عدد من محطات التحلية، بحيث تتأهل الشركات لفئات معينة من المحطات، على أن تتقدم كل شركة بخبراتها السابقة في هذا المجال لاختيار الأنسب لكل فئة.
ولفت أمين إلى أن هناك محطات تحلية بقدرة إنتاجية تصل إلى مليون متر مكعب يوميًا، وهناك محطات تقتصر على 500 متر مكعب يوميًا.